Sabtu, 13 Juli 2013

علم الكلام عند إبن تيمية

                                           الباب  الأوّل
مقدّمة

أ‌.       خلفيّة البحث
الحمدلله نستعينه ونستغفيره, ونعوذبالله من شرور أنفسنا وسيّآت أعمالنا, من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلله فلا هادي له, أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله.

فإنّ من أفضل ما يتنافس فيه المتنافسون وتشرب إليه أعناق الالأراغبين الطالبين, هو توحيد الله,  الذي هو الأساس المئين لملة سيد المرسلين وذالك لأنّ نعلقه بمعرفة ما لله من كملات , وما لجلاله. سبحانه من واجبات ومن هنا شرف موضوعه على سائر الموضوعات , و قد قيل : بشرف العلم بشرف موضوعه,  ولا موضوع أشرف من الله وصفاته وأسمائه  وأفعاله وما تعلق بها, فإنّا تحقيق الحقّ في ذلك من أعظم المطالب, و أفضل المناقب. ولما كان شيخ الإسلام  أحمد بن عبد الحليم بن تيمية. رحمه الله. من أبرز العلماء العالمين الذي امتن الله عليهم بت محقيق هذه الأصول  وإيضاحها, وشرح ما أبهم من علومها, والرد على من خالف الحقّ وتجنبه , مع ما أحيطت به سيرته, رحمه الله تعالى. من حسد الأعداء وعداوة الخصوم مما كدّر صفو بعض الأمور حوله, أردت أن أحلل منهجه فى جوانب التوحيد المختلفة, مميطا عنها اللئام و كاشفا عنها الخدار, حتي تتضح لكل ذي عينين منصف, طالب للحق. [1]
وكان أبن تيمة الفقيه الحنبلي المدرسة. التفكير تأثير كبير جدا علي الحركة الوهابية, حركة التبشير السنوسي والجماعات الدينية الموجودة في العالم الإسلامي المتطرف اليوم. في تاريخ طويل من الفكر الإسلامي , وهناك يعتبير الكثير من "كلمة"  في كثير من الأحيان ليكون في صراع مع بعضها البعض وتشكيل تأثير متناقض. "كلمة" يمكن أنتمثل مدرسة فكرية (الفرقة), حرف, أو فكرة معينة.

ب‌.   مشكلة البحث
استنادا الي خلفية البحث التالي, فيقصد الباحث\ الكاتب علي البحث و البيان هذا الموضوع مستندا بهذه الأسئلة الأتية :
1.      كيف السيرة إبن تيمية ؟
2.      كيف نشأة إبن تيمية ؟
3.      ما هي الأفكار المخصصة في العقيدة و التوحيد لإبن تيمية ؟


ت‌.   غرض من البحث
يقصد الباحث \ الكاتب علي كتابة هذا البحث العلمي بأغراض التالية :
1.      لمعرفة الأفكار و الآراء لإبن تيمية خاصة في علم العقيدة و التوحيد.
2.      لمقارنة بين الأفكار و الآراء إبن تيمية في علم العقيدة و التوحيد و الآراء مذهب أهل السنة و الجماعة في العقيدة و التوحيد
3.      زيادة للباث في معرفة علم العقيدة و التوحيد
4.      لإستيفاء بعض الواجبة التي القاها المحاضر لمادة علم الكلام, هو : الدرندس , محمد فوزي.

ث‌.   طرق الكتابة
إستخدم الباحث \ الكاتب طرق الكثيرة و المتنوعة في كتابة هذا البحث العلمي,  فطرق المستخدمة التي أستعملت لكتابة هدا البحث العلمي هي : مقارنة بين آراء أهل السنة و الجماعة و مذهب إبن تيمية في البيان عن علم الكلام, و من خلال جمع المواد في إتصال مع القضايا المطروحة, ثم جعل ورقة البحث حتي نستطيع ان نبحث اليوم جماعة. وهذه الورقة تكون بحثا علميا أيضا بعد مناقشة بين أعضاء الفصل التي قسمت المحاضر قصدا لإعمال الواجبة و إستيفاء لها.



الباب  الثاني
البحث
المبحث الأوّل
أ‌.         نشأة الإمام أحمد بن تيمية و حياته
هو أحمد تقي الدين أبو العباس بن الشيخ شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم و تعرف هذه الأسرة بأسرة أبن تيمية.[2]
ولد ابن تيمية في العاشر من شهر ربيع الأول سنة إحدي و ستين و تسعمائة بعدالهجرة النبوية. و كان مولوده بمدينة حران مهد الفلسفة والفلاسفة, إذ كان مركازا دينيا علميا للصائبة و الصائبين من أقدم العصور, وكانت نشأته الأولي فيها إلي أن بلغ السابعة من عمره فأغار عليها التتار ففرّ أهلها منها. و كان من هاجر منها أسرة ابن تيمية التي قصدت إلي دمشق, ولم يكن الطريق إليها آمنا ولهذا فإنا الأسرة قد سافرت إليها متخفية. وهي أسرة علم أثمن متاعها الكتب, وحملها في الإنتقال والرحلة شاقة عاسرة.و ومع ذلك وصلت هذه الأسرة إلي دمشق بعون الله فاستقرت فيها آمنة.[3]
كانت أسرة ابن تيمية من قديم الزمان مشهورة بالعلم و الدين و كانت حنبلية المذهب و العقيدة, تنزعم المذهب الحنبلي في تلك الدار, و كان جده أبو البركات مجد الدين من أئمة المذهب الحنبلي و كبار علمائه.
أما والده الشيخ شهاب الدين عبدالحليم ابن تيمية فقد كان عالما وفقيها حنبليا و صاحب تدريس  و إفتاء ولما انتقل من حران الي دمشق قام بتدريس بصورة منتظمة في الجامع الأموي الذي يعتبر مركز الكبار العلماء والدارسين, وكانت طريقة إلقاء درسه بالإرتجال و مع ذلك تولى مشيخ دار الحديث الفكرية بالقصاعين و بها, و توفي سنة 682 ه, و دفن بمقابر الصوفية.
سبق ان ذكرنا ان أسرة ابن تيمية أسرة علم و دين, و معنى هذا أن الفتىي قد نشأ في بيئة علمية, ولذا فإنه قد نشأ محبا للعلم و مقبلا عليه, فاتجح منذ صغره إلى طلبه و تعلمه, فحفظ الفرآن الكريم فى وقت مبكر من عمره ثم اتجح بعد ذلك إلى حفظ الحديث من شيوخه.
و عنى بالقراءة والنسخ وتعلم الخط و الرياضية, ثم أقبل على دراسة الفقه الحنبلى من أبيه, لأنه فى هذا الموقف كان نعم الموجه, و عنى بالعلوم العربية عناية خاصة  و أخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم النحو. ثم ينزع بعد ذلك إلى تعلم تفسير القرآن, ومراجعة الموسوعات التى كتب فيه ويقرؤها بالعقل الفاحص السليم و الوجدان المستيقظ والفكر الكيم و أقبل على أحكام أصول الفقه إقبالا كليا.[4]
على الرغم من ان ابن تيمية تخرج من المدارس الحنبلية و درس على كتف أبيه و رعاية توجيهاتها إلا أنه لا يظهر متعصبا للمذاهب الأخري.
ثم انتقل اهتمامه إلى دراسة الفرق الكلامية كالمعتزلة و الشيعة و الأشعرية التى سادت العالم الإسلامي حينئذ كما اعتنى عناية فائقة بالمذاهب الفلسفية و لذا درس المنطق و الفلسفة لكل عمق و دقة, و تبحر فيها حتى أدرك موضع الضعف فيها و أخطاء مؤلفيها من حكماء اليونان فضلا عن اعتنائه بالديانات الأخري كاليهودية و المسيحية و تصدي بعد ذلك للرد على هذه العلوم و انتقادها.[5]
و في الجملة استطاع ابن تيمية في شبابه أن يربي نفسه تربية عالية فتعلم العلوم الرائجة في عصره, و لم يترك باب من الأبواب إلا أتقنه, فلهذا فإنه استطاع  بفضل هذه الثقافة الواسعة أن يصيح أحد العلماء البارزين في عصره وأن يكون جديرا بأنيصير من إمامه فى ومانه وأن ينال لقب "شيخ الإسلام" بكل استحقاق.






المبحث الثانى
معنى التوحيد عند مذهب ابن تيمية
أ‌.        التوحيد في اللغة العربية
التوحيد تفعيل من (( وحده توحيدا إذا جعله واحدا, و رجل وحد و أحد محركتين, ووحد بكسر الحاء, ووحيد و متوحد منفرد. وهي وحدة, وأوجده للأغداء تركه, والله تعالى , جانبه أي : بقي وحده , وفلانا جعله واحدا زمانه)),[6] قال في لوامع الأنوار البهية : (( التوحيد تفعيل للنسبة, كالتصديق و التكذيب لا للجعل, فمعني وحدت الله : نسبت إليه الوحدانية , لا جعلته واحدا, فإن وحدانية الله ذاتية له ليست بجعل جاعل))
ب‌.     التوحيد في القرآن الكريم
ثم ترد كلمة توحيد في القرآن الكريم, ولا في السنة النبوية, ورد فيهما ما يدل علي معناها من كلمات التالية :
أولا : كلمة أحد و هي تستعمل على ضربين :
(أحدهما في التقي فقط)
و الثاني في الإثبات, فأما المختص باتتقي فالإستعراف جنس الناطقين, و يتناول القليل و الكثير علي طريق الاجتماع و الافتراق نحو: ما في الدر أحد اي واحد, ومنه قوله تعالي:( فما منكم من احد عنه حاجزين) الحاقة: 47 . وأمّا المستعمل في الإثبات فعلي ثلاثة أوجه :
أوّل : الواحد المضموم إلي العشرات نحو أحد عشر و أحدوعشرون.
الثاني : أن يستعمل مضافاً, أو مضا فصا إليه, بمعني الأوّل كقوله تعالي : أمّا أحدكما فيسقي ربه خمرًا) يوسف: 41 .
الثالث : أن يستعمل مطلقا وصفا, و اليس ذلك إلاّ في وصف الله تعالي. يقول : (قل هوالله أحد) الإخلاص: 1.[7]
ثانيا : الواحد و ورد في القرآن في غير موضع, كقوله -  تعالي : ( و إلهكم إله واحد ) البقرة : 163 . وقوله تعالي : ( لمن الملك اليومَ للهِ الواحد القهارِ ) غافر : 16, وقوله : (أجعل ألآلهةَ إلهاً واحداً إنَّ هذا لشيء عجابٌ) ص : 5 , ويراد به في سائر معانيه المتفرد بنفسه, والواجدة المؤنث منه ومنه قوله – تعالي :( فإنماَ هي زجرة واحدة ) النازعات : 13 [8]
و يأتي في السنة لأحد ثلاثة معاني :
الأول : اسم من اسماء الله
الثاني: بمعني الإشارة إلي التوحيد: كما في حديث الدعاء (( أنه قال لسعد و كان يشير في دعائه بأصابعين , أحد أحد )) أي : أشار بأصبع واحد, لأن الذي تدعو إليه واحد واحد الله.
الثالث: بمعني اشتدّ الأمر كما في حديث ابن عباس, وسئل عن رجل  تتابع عليه رمضانات, فقال : إحدي سبع : (( يعني إشتد الأمر فيه و يريد به به إحدي سني يوسف عليه السلام المجدبة )) [9]



المبحث الثالث
المناهج لإبن تيمية
أ‌.        منهج ابن تيمية في البحث
قبل أن تناول البحث عن مذهب ابن تيمية و آرائه يجب علينا أن نتكلم عن منهجه المتميز, والذي يتميز عن غيره من العلماء, ألا وهو المنهج السلفي, الذي آمن بهذا المنهج إيماناً راسخاً لا يزول, و التزمه في كل ما كتبه و صدر عنه كل رأي ذهب إليه.
وقد طبق هذا المنهج أيضا في مذهبه و آرائه سواء كان في مدال العقيدة و علم الكلام و الفلسفة و المنطق و التصوف و الفقه و التفسير و ما ذهب إليه من الآراء الإجتماعية السياسية. و لكننا نود ان نبحثه هنا خلال العقيدة الإسلامية التي هي موضع اهتمامنا في هذا البحث.
إن منهج شيخ الإسلام ابن تيمية يتكون من عنصرين أساسيين :
العنصر الأول : الاعتماد على الكتاب و السنة
كان ابن تيمية في بحثه يعتمد على كتاب الله و ما صح عنده من أحاديث الرسول و سنته ثم آراء الصاحبة, علي أنه قد يحتاج أحيانا بأقوال التابعين و ألآثار التي رويت عنهم و بخاصة في المناظرة.
وذالك عنده اعتقاده بأن القرآن قد تضمن الشريعة التي أمرنا باتباعها في أصول الدين و فروعه و أحكامه المعروفة بالفقه و الأدب و ألأخلاق, أحيانا في إجمال و أحيانا في تفصيل, ثم بين الرسول ذلك كله و أخذ الصحابة وضي عنهم بيانه و تفسيره, و عنهم أخذ التابعون بإحسان.
ليس لنا الخيار بعد هذا إلا ان نسير على هذا المنهج فنصل على ما نريد من معرفة الدين و أصوله, و شريعة الله رسوله,  وسائر ما يجب معرفته بما فيه خير الدنيا و الآخرة. و ليس لنا ان نتبع غير ما عرفناه عن السلف الصالح الذين بلغوا إلينا ما فهموه عن الرسول فأحسن التبليغ, و إلا ضللنا ضلالا بعيدا.
و يتجلى هذا العنصر الأول من منهجه بجلاء في كل كتبه و رسائلهو و نشير هنا إلى إحدى رسائله القيمة و عنوانها " معارج الوصول إلى معرفة أن أصول الدين و فروعها قد بينها الرسول " حيث يثول فيها: "إن رسول الله ص م بين الدين و أصوله و فروعه و باطنه و ظاهره, عمله و علمه, فإن هذا الأصول هو أصل أصول العلم و الإيمان و كل من كان أعطم إعتصاما  بهذا الأصل كان أولى بالحق عملا و علما.[10]
و بعد ان نبين فيها منهج المتكلمين و الفلاسفة و الصوفية, أشار إلى المنهج السلفي الذي يتميز به عن غيره من المناهج الأخرى و قال عنه : " و أما أهل العلم و الإيمان فمتفقون على أن الرسول ص ل لم يقول إلا الحق, و أنهم بينوه مع علمهم بأنهم أعلم الخلق بالحق فهم الصادقون و علموا الحق و بينوه.  
العنصور الثان : إعتماده على العقل فى مجاله
و على الرغم من أن شيخ الإسلام يجعل الكتاب و السنة و آثار الصحابة و التابعين و سنده الأول في بحوثه و آرائه إلا أنه يقدر العقل حق قدره فى مجاله, دون ان يجاوز حدوده و دون أن يرتفع به عن قدره.
و من المعروف أن العقول تتعامل مع الأمور المحسوسة على سبيل التصور و التخيل, و من هنا كانت حاجة العقل إلى الدليل القاطع عن الأمور الغيبية التى لا تخضع لتجربته الحسية, والدليل هنا ليس إلا النص الصحيح من الكتاب و السنة. و من ناحية أخرى فإن العقل البشري قد يدرك نفسه, ويدرك ما دونه من أشياء هذا العالم, ولكنه يعجز عن إدراك حقيقة ما فوق من الموجودة كا لملائكة مثلا, و كمعرفة الذات الإلهية على سبيل الحقيقة, فإن معرفته, الموجودات تظل قاصرة على مجرد التصور و التحليل ما لم يلجأ إلى دليل يقيني من كتاب و سنة فيؤمن به و يعتقد صدقه.
و من هنا كان ابن تيمية يخالف الفلاسفة و بعض مفكر الإسلامي الذين آمنوا بالعقل إيمانا راسخا و وثقوا به ثقة مطلقا, فكان هذا سبب ضلال بعدهم إلى حد كبير, حين ظنوا أنهم بعقولهم و حدهم قادرون على عالم الغيب و الشاهدة معا.
و قد اشترط ابن تيمية فى استخدام العقل ألا ينفصم هذا العقل عما أمرالله و رسوله و ما نهى عنه مثل قوله ص م : " تفكروا فى خلق الله و لا تفكروا فى ذاته فتهلكوا "
ومن هنا كان مجال العقل واضحا جاليا وهو التفكير و النظر فى خلق الله حتى يصل الإنسان إلى الإيمان با الله الواحد القهار, و عدم التفكير فى ذات الله, لأنها ليست مجالا للبحث و النظر من قبل عقل الإنسان.
وقد دعا القرآن فى آياته الكثيرة إلى النظر و التفكير فى الكون, و بين أن هذا التفكير فى الكون, وبين أن هذا التفكير له أثره فى حياة المرء الأخروية, ولذا صرح الكفار فى الآخرة بقولهم ( و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )[11]


المبحث الثالث
مذهب الإمام ابن تيمية
أ‌.        مذهبه فى التوحيد
و إذا نظر أي باحث مصنف إلى المنهج الذي سلكه ابن تيمية في بحوثه سابقا, بأنه يستطيع أن يقرب أن شيخ الإسلام سلفي حقا و لقد إعترف بهذا المؤيدون و المعارضون, ولا أحد ينكره أبدا, ولكن خصومه يهتمونه بالتجسيم و التشبيه من خلال آرائه في الأصول.
ومن أجل معرفة مدي صحة دذا الإتهام يجب علينا توضيح هذا الموقوف و معرفة مذهبه فى التوحيد, من خلال الكتب التي كتب هو بنفسه, وليس من خلال الكتب التي كتبها الناس عنه, و هذا منهج سليم و طريقة علمية و موضوعية.
كان عامة المتكلمين يرون أن التوحيد ينقسم إلي ثلاثة أنواع فيقولون :
1.      توحيد الذات هو واحد في ذاته لا قسم له
2.      توحيد الصفات هو واحد في صفاته لا شبيه له
3.      هو توحيد الأفعال بمعنى أن خالق العالم واحد , وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دليل التمانع و غير أدلة المتكلمين على التوحيد مطلوبها إثبات هذا النوع, فيجعلون معنى الإلهية القدرة على الإختراع.
أما ابن تيمية فيذهب فى إثبات التوحيد إلي منهج آخر حيث ينقسم التوحيد إلى ثلاث أنواع :
1.      التوحيد الربوبية  وهو الإقرار بأن الله خالق كل شئ, و أنه رب العالم و خالفه وهو الرب الذى جبلت الفطرة على الإعتراف به و الخصوع له
2.      التوحيد الألوهية وهو أن يعبد الله وحده لا شريك له بعبادته أحد من خلقه. و فى هذا النوع يتحقق معنى قولنا " لا إله إلا الله "
3.      توحيد الأسماء و الصفات هو الإعتراف و الإقرار بأن الله وحده يستحق أسماء و صفات كاملة, الإنسان لا يستطيع وصف الله كما شاء و كيف شاء, و إنما وصف الله به نفسه كما وصف به رسوله دون تشبيه ولا تمثيل و لا تحريف و لا تكييف, و تتريه دون تعطيل.[12]


ب‌.     رأيه في قضية رؤية الله
رأي ابن تيمية كما رأي السلف بأن المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة و ليست الرؤية فى الدنيا مستدلا بقوله تعالى : (وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة)[13] و (على الآرائك ينطرون)[14], و (للذين أحسنوا الحسنى و زيادة)[15] هذه الآيات جميعا بكل الصراحة تثبت رؤية المؤمنين الله يوم القيامة, بتأييد من حديث النبي ص م :" إنكم سترون ربكم كما ترون البدر يوم القيامة لا تضامون فى رؤيته, فإن استطعم أن تغلبوا ثلى صلاة قبل طلوع الشمش و صلاة قبل غروبها فافعلوا " (متفق عليه) لماذا خصصت هذه الرؤية للمؤمنين فقط دون الكفار ؟ أجابت هذا السؤال الآية : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون) [16]بمعنى أن الكفار لا يرون ربهم.
كل من ادعى أنه رأى ربه بعينيه قبل الموت فدعواه باطلة باتفاق أهل السنة والجماعة؛ لأنهم اتفقوا جميعهم على أن أحدا من المؤمنين لا يرى ربه بعيني رأسه حتى يموت، وثبت ذلك في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما ذكر الدجال قال: واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت.
وكذلك روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أخر يحذر أمته فتنة الدجال، وبين لهم أن أحدا منهم لن يرى ربه حتى يموت، فلا يظنن أحد أن هذا الدجال الذي رآه هو ربه.
ولكن الذي يقع لأهل حقائق الإيمان من المعرفة بالله، ويقين القلوب ومشاهدتها، وتجلياتها هو على مراتب كثيرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عليه السلام عن الإحسان، قال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحا لم يره إلا في صورة حسنة، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه، ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة، ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق.
 وقد يحصل لبعض الناس في اليقظة أيضا من الرؤيا نظير ما يحصل للنائم في المنام، فيرى بقلبه مثل ما يرى النائم، وقد يتجلى له من الحقائق ما يشهده بقلبه، فهذا كله يقع في الدنيا.
وربما غلب أحدهم ما يشهده قلبه وتجمعه حواسه، فيظن أنه رأى ذلك بعيني رأسه حتى يستيقظ فيعلم أنه منام، وربما علم في المنام أنه منام.
 فهكذا من العباد من يحصل له مشاهدة قلبية تغلب عليه حتى تفنيه عن الشعور بحواسه فيظنها رؤية بعينه، وهو غالط في ذلك، وكل من قال من العباد المتقدمين أو المتأخرين أنه رأى ربه بعيني رأسه فهو غالط في ذلك بإجماع أهل العلم والإيمان. ا.هـ مجموع الفتاوى
  فظهر بما تقدم أن شيخ الإسلام رحمه الله ينفي وقوع الرؤية بالعين في الدنيا، ويبطل من ادعى وقوع ذلك.
أما الرؤيا في المنام فيقول شيخ الإسلام بجواز وقوعها، لكن حكمها غير رؤيا الحقيقة في اليقظة، ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق، ولذلك تختلف الرؤيا في المنام من شخص لآخر حسب إيمانه، مما يؤكد أن لها حكما يخالف رؤيا اليقظة.
وغاية ما قد يحدث في اليقظة أن يحصل للبعض مشاهدة قلبية نظير ما يراه النائم، فيرى بقلبه مثل ما يرى النائم، فيظنها رؤية بعينه. وهذا قد صرح شيخ الإسلام بتغليطه.
 وعليه، فلا يصح أن ينسب إلى شيخ الإسلام القول برؤية الله في اليقظة بعد ما تقدم من كلامه.
والله أعلم.[17]
ج‌.     رأيه فى قضية القرآن كلام الله
رأي شيخ الإسلام بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق, منه بدأ و إليه يعود و أن الله تكلم حقيقة. أن هذا القرآن الذي أنزله على محمد ص م كلام الله حقيقة لا كلام غيره. ولا يجوز إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة, بل إذا قرأه الناس أو كتبوه فى المصاحب لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة. فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئا لا إلا من قاله مبلغا مؤديا. وهو كلام الله حروفه و معانيه, و ليس كلام الله الحروف دون المعانى, و لاالمعانى دون الحروف.[18]
 




الباب  الثالث
الخاتمة
أ‌.        الخلاصة و الإستنتاج
بعد أن بحثنا بحثا طويلا و مفصلا, فنأتى الآن فى الخاتمة هذا البحث العلمى. فيستنتج الباحثون نتيجة البحث نتائج التالية :
ü      أن التوحيد فى اللغة العربية مشتق من تفعيل من (( وحده توحيدا إذا جعله واحدا, و رجل وحد و أحد محركتين, ووحد بكسر الحاء, ووحيد و متوحد منفرد. وهي وحدة, وأوجده للأغداء تركه, والله تعالى , جانبه أي : بقي وحده , وفلانا جعله واحدا زمانه))
ü      إن منهج شيخ الإسلام ابن تيمية يتكون من عنصرين أساسيين :
·        العنصر الأول : الاعتماد على الكتاب و السنة
·        العنصور الثان : إعتماده على العقل فى مجاله
ü      ابن تيمية فيذهب فى إثبات التوحيد إلي منهج آخر حيث ينقسم التوحيد إلى ثلاث أنواع :
·        التوحيد الربوبية  وهو الإقرار بأن الله خالق كل شئ, و أنه رب العالم و خالفه وهو الرب الذى جبلت الفطرة على الإعتراف به و الخصوع له
·        التوحيد الألوهية وهو أن يعبد الله وحده لا شريك له بعبادته أحد من خلقه. و فى هذا النوع يتحقق معنى قولنا " لا إله إلا الله "
·        توحيد الأسماء و الصفات هو الإعتراف و الإقرار بأن الله وحده يستحق أسماء و صفات كاملة, الإنسان لا يستطيع وصف الله كما شاء و كيف شاء, و إنما وصف الله به نفسه كما وصف به رسوله دون تشبيه ولا تمثيل و لا تحريف و لا تكييف, و تتريه دون تعطيل.
ü      أن ابن تيمية رأي كما رأي السلف بأن المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة و ليست الرؤية فى الدنيا مستدلا بقوله تعالى : (وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة)
ü       أن شيخ الإسلام رأي بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق, منه بدأ و إليه يعود و أن الله تكلم
حقيقة






ب‌.     الإقتراحات
إقترح الباحثون هذابحث العلمى الإقتراحات التالية :
ü      التوحيد هو شئ مهمة لكل إنسان, فعلينا أن نتعلم هذا شئ تعلما جديا
ü      على كل طالب التعميق هذا العلم (خصوصا) و التعميق كل علم ما لم علمناه (عموما)
ح‌.     الإختتام
بعد أن بحثنا بحثا مفصلا, فنأتى الآن إلي آخر هذا البحث. شكر الباحثون شكرا جزيلا على من ساعدوا و شجعوا على إنتهاء هذا البحث العلمى , فآخرا نستثفيكم من كل خطيئة إذا وجدتة من هذا البحث العلمي الخطاآت و الغلطات, لأن الإنسان لا يخلوا من هاتين الصفاتين المذمومتين.



مصادر البحث
القرآن الكريم
إبراهيم بن محمد بن عبدالله البريكا ن , منهج شيخ الإسلامي إبن تيمية في تقرير عقيدة التوحيد, مطبع دار ابن عفان
ابن عبد الهادي, العقود الدارية ,  تحقيق محمد حامد القي, مطبعة المدني, القاهرة, 1983 , , و إبن تيمية حياته وعصره وآراؤه وفقهه,  دار الفكري العربي, 1977
ابن رجب, طبقات الحنابلة, ج 2, دار المعرفة بيروت
الدكتور امل فتح الله زركشي, علم الكلام تاريخ المذاهب الإسلامية و قضلياها الكلامية, دار السلام للطباعة و النشر, الطبعة الثالثة 2006









[1] إبراهيم بن محمد بن عبدالله البريكا ن , منهج شيخ الإسلامي إبن تيمية في تقرير عقيدة التوحيد, مطبع دار ابن عفان, الصفحة : 6
[2]  كانت هذه التسمية بدأت منذ جده الأكبر محمد إبن الحضر حينما حج علي درب تيماء , فرأي طفلة إسمها تيمية, فلما رجع وجد إمرئته قد ولدت بنتا فقال يا تيمية يا تيمية فلقب بها. و قيل أن جده محمد كانت أمه واعظة وكان إسمها تيمية, فنسبت الأسرة إليها وعرفت بها. ( إبن عبد الهادي, العقود الدرية, ص : 4 )

[3] ابن عبد الهادي, العقود الدارية ,  تحقيق محمد حامد القي, مطبعة المدني, القاهرة, 1983 , ص : 4 , و إبن تيمية حياته وعصره وآراؤه وفقهه,  دار الفكري العربي, 1977 , ص : 17-18
[4]  ابن عبد الهادي , المصدر السابق, ص : 4
[5]  ابن رجب, طبقات الحنابلة, ج 2, ص : 388 دار المعرفة بيروت
[6] إبراهيم بن محمد بن عبد الله البريكان  , منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة التوحيد ج : 1 , دار ابن عفان , ص : 46 
[7] نفس المصدر , ص : 46
[8] نفس المصدر, ص : 47
[9]  نفس المصدر, ص : 48
[10]  الدكتور امل فتح الله زركشي, علم الكلام تاريخ المذاهب الإسلامية و قضلياها الكلامية, دار السلام للطباعة و النشر, الطبعة الثالثة 2006 , ص :276
[11]  القرآن, سورت الملك : 10
[12]  نفس المصدر السابق, ص : 282
[13]  سورة القيامة : 22 - 23
[14]  سورة المطففين : 35
[15]  سورة يونس : 26
[16]  سورة المطففين : 15
[17]  http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/90.htm

[18]  الدكتور امل فتح الله زركشي, علم الكلام تاريخ المذاهب الإسلامية و قضلياها الكلامية, دار السلام للطباعة و النشر, الطبعة الثالثة 2006 , ص : 300

0 komentar:

Posting Komentar